مصيبة البشرية هي الموت

مصيبة البشرية هي الموت وقد أدخلته إلينا حواء وتبعها آدم ,فكان الموت عوضاََ عن الحياة الابدية عقاباََ لهما ولكل البشر من بعدهم , لكن عزاءنـا أن جاء من أعاد الامور إلى نصابها مرة ثانية , نعم جاء المسيح ليقلب المعادلة مرة ثانية, فكما دخل الموت علينا بالمعصية دخلت علينا الحياة الابدية ثانية بصليب المسيح وفداءهُ , فالموت أصبح مرحلة لا نتيجة أخيرة نمر بها جميعاََ لكي ننال الحياة الابدية التي كانت لنا منذ البداية .

لكن أكثر البشر لا يعلمون معنى هذا الكلام وحقيقته , فالموت لمعظمنا هو من المجاهيل التي لا نفهم عنها شيء , قد يكون ذلك لأنَّ احداََ لم يعود ليخبرنا ماذا هناك في الجانب الآخر , فمن أقامهم المسيح لم يكتبوا ماذا مروا بهِ أو ما وصلوا إليهِ قبل عودتهم أحياء , وقد يكون هذا تماهل وأهمال تلاميذ المسيح في تدوين ما مر به هولاء العائدون . إلا أننا نعرف من كتاباتهم والانجيل " إن المسيح قد قام بجسدِِ ممجد , ونحنُ إسوةََ بهِ سنقوم جميعـا وبنفس الطريقة , أي بأجسادِِ ممجدة كالتي قام بها المسيح " ولا ننسى إننا قد خلقنا على صورتهِ ونحن أي المؤمنين بالفداء والرب يسوع قد فدانا الرب لننال بموتهِ الحياة الابدية , ونكون جزءََ متحداََ بالله ذاته كما قال ذلك المسيح عندما طلب من الآب أن " نكون أي المؤمنين بفدائِهِ واحداََ مع بعضنا البعض ومكملين في الوحدة الثلاثية الازلية للثالوث الاقدس وهذا هو عزائُنا في أنفسنا وحياتنا وأيضاََ عندما يقسوا الدهر ونفقد أحبائنـا , ولو فكرنا بالأمر ملياََ لوجدنا هذا طبيعياََ ومرحلة واجبة ولا أُبالغ لو قلتُ ضرورياََ للعبور إلى الحياة الابدية والتواجد مرة ثانية أمام عرش الله القدوس.

ولعل قصص بعض من ماتوا لفتراتِِ قصيرة وعادوا إلى الحياة ثانية تستطيع أن تقلل من أحزاننا لسبب عدم معرفتنا وجهلنا بالحقيقة , فمعظمهم أكدوا خروج أرواحهم ومجيء أقربائهم مِنْ مَنْ كانوا قد ماتوا قبلهم لمرافقتهم بالرحلة بإتجاه نور المسيح والجميع يؤكدون إن الحياة في الجانب الآخر خير واحسن وافضل من الحياة الارضية , وإنهم لو أُعطوا الاختيار لما عادوا برغبتهم إلى الحياة الارضية ومآسيها ثانية . وإن قلت لكم أني قد مررت بجزء بسيط من هذهِ التجربة وشاهَدَتْ روحي جسدي واقاربي يبكون بجانبي علي وإني كنت اسمعهم واعرفهم جميعا , ولكني لم أكن أُبالي بجسدي البتة تماماََ كما لو قص أحد ما أضافيره ورماها بعيداََ عنه فلا يفتقدها ولا يشعر بها من بعد, ولكني سرعان ما عدتُ إلى جسدي ثانيةََ من دون أن أمر بأي مرحلةِِ أُخرى, ولكني أستطيع أن أقول إن روحي كانت كضباب شفاف وكنت أسمع وأرى وأحس بكل من في المكان واحسن مما كنت أرى أو اسمع وانا في داخل جسدي.

لذا أرجوا أن لا تقودكم أحزانكم إلى الغم والحسرة على الاحباب , فالموت ليس هو النهاية بل ألبداية , بداية الحياة الجديدة في العـالم الآخر لنكون مع الرب يسوع وبداية مشاركة حقيقية والاتحاد بالثالوث الازلي والحياة الابدية التي لله ذاته, ولو عدنا وفكرنا بقصة خلقنا وسببها نصل إلى معرفة هذهِ الحقيقة , " إنَّ الله لم يخلقنا لنكون بشراََ لا في الجنة ولا على الارض , وانما كان الخلق الجسدي البشري مرحلة لازمة للعبور إلى الاتحاد بالخالق ذاته , ونكون كما قال الرب يسوع " أنا قلتُ إِنكم الهة " , ولم يفهم هذهِ الحقيقة أحد إلى يومنا هذا مع الاسف.

بقلم / نوري كريم داؤد

20 / 11 / 2006



"إرجع إلى ألـبــدايــة "